كشف مصدران سوريان ، أحدهما عسكري ، أن الهجوم الذي استهدف مطار حميميم في مدينة اللاذقية على الساحل السوري ( تضم قاعدة جوية روسية ومطارًا مدنيًّا سوريًّا)، كان منسقًٍا بين إسرائيل وأوكرانيا، حيث استهدفت المقاتلات الإسرائيلية مستودعا للسلاح في مدينة جبلة، فيما استهدفت المسيرات الأوكرانية المطار العسكري الروسي.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت فجر اليوم، حصول انفجارات في مطار حميميم الذي تستخدم روسيا جزأه الشرقي لقطعاتها العسكرية. كما انتشرت فيديوهات لحريق كبير في مستودع للأسلحة في جبلة الساحلية.
هجوم أوكراني على مطار حميميم
وفقا للصور، تبدو الانفجارات في المطار أقرب للجانب الغربي الذي يضم مستودعات، ويضم الجزء المدني الأصلي للمطار.
التقارير المتداولة تشير إلى هجمات استمرت ما بين 40 و50 دقيقة، قوبلت بإطلاق صواريخ من عدة أنظمة دفاع جوي سورية وروسية.
وصدرت العديد من التقارير عن مشاركة إسرائيلية في الضربة على المطار باستخدام البوارج الحربية. إلا أن خبيرا عسكريا سوريا، نفى امتلاك إسرائيل للبوارج، مؤكدا أن أكبر قطع بحرية حربية لديها هي من فئتي "ساعر 5" و"ساعر 6"، وهي "كورفيتات" وليست "بوارج" أو حتى "مدمرات"، وتسليح هذه الكورفيتات هو فقط صواريخ مضادة للسفن (Gabriel الإسرائيلي، وHarpoon الأميركي) وصواريخ للدفاع الجوي (Iron Dome وBarak الإسرائيليان). ومهمة هذه الكورفيتات، وفقاً للخبير، هي حماية الساحل الإسرائيلي وحماية حقول الغاز والبنى التحتية، ويمكن أن تنفذ في حالات استثنائية عمليات حصار بحري (كما حصل في حرب 2006) بالاستفادة من تسليحها المضاد للسفن.
وأشار الخبير إلى أن الهجوم يختلف عن الهجمات التي نفذتها إسرائيل في الماضي. فالفترة الطويلة للهجوم تثير احتمال أن يكون الهجوم قد نفذ بطائرات مسيرة، وليس بالقنابل المجنحة الدقيقة التوجيه. فهذه الطائرات تحلق عادةً بسرعات بطيئة (حوالي 200 كيلومتر)، ومن المألوف أن تهاجم على شكل موجات وأن يتم إطلاق عدة دفعات من الصواريخ لاعتراضها (وهذا مشهد متكرر ومألوف في أوكرانيا مثلاً، ورأيناه خلال الضربة الإيرانية لإسرائيل في 13-14 أبريل).
وأضاف أن استخدام الطائرات المسيرة يثير أن تكون أوكرانيا هي المنفذ لضربات المطار. وكذلك الهجوم الطويل زمنياً الذي لم ينجم عنه سوى إصابة موقع واحد بحسب ما يظهر. وهذا كذلك يتناقض مع ما رأيناه في الضربات الجوية التقليدية التي تنفذها إسرائيل؟
ويتساءل الخبير: لماذا يمكن أن تستخدم إسرائيل هجوماً بالطائرات المسيرة بمثل هذا الشكل؟ هذا غير مألوف كما يقول، ويثير احتمال مشاركة طرف آخر، خصوصاً بعد ضربة غريبة مشابهة منذ أيام استهدفت مدينة طرطوس في الساحل السوري، والتي تضم قاعدة روسيا البحرية الوحيدة على المتوسط، ولكن يبدو أن الدفاع الجوي الروسي والسوري اعترضاها بنجاح، وفقا للمعلومات.
هجوم إسرائيلي على جبلة
إلا أن الانفجارات التي حصلت خارج حرم المطار، وتحديدا في مدينة جبلة التي تبعد نحو 10 كيلو مترات عن مطار حميميم، ترجح أن القصف ناتج عن قصف إسرائيلي، حيث تقول مصادر إن القصف طال مستودعا للسلاح جرى نقل السلاح إليه، عقب هبوط طائرة إيرانية في المطار قبل 8 ساعات من القصف المتزامن على المطار والمستودع.
وما زال مكان المسيرات الاوكرانيه التى انطلاقت منها مجهولا، لكن الخبير يضع ثلاثة احتمالات: أولها السفن التجارية قبالة السواحل السورية، أو منطقة إدلب الخاضعة لهيئة تحرير الشام، أو من شمال لبنان.
وتعرّض مطار اللاذقية الدولي وقاعدة حميميم العسكرية الروسية ومستودع في مدينة جبلة، فجر الخميس، لهجوم أدى إلى نشوب حريق وتدمير مستودع أسلحة وذخائر داخل المطار، وذلك في أول قصف لمطار اللاذقية.
وأعطت قيادة القوات الجوية الروسية في قاعدة حميميم، عقب انتهاء القصف الذي استمر لأكثر من نصف ساعة، أوامر بتشكيل دورية جوية مؤلفة من طائرتي Su-27 على امتداد الساحل السوري والمياه الإقليمية.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو بُثت على وسائل التواصل الاجتماعي انفجارات عنيفة واندلاع النيران في عدة مواقع، بينما قالت مصادر محلية إن بعض الصواريخ استهدفت مستودعاً للذخيرة داخل مدينة جبلة؛ ما أسفر عن انفجاره.