جريدة الحدث المصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
المواضيع الأخيرة

اذهب الى الأسفل
الحدث3
الحدث3
المساهمات : 899
تاريخ التسجيل : 27/02/2024

هل من نقطة رجوع ؟ ... للكاتب  .. طارق حسن Empty هل من نقطة رجوع ؟ ... للكاتب .. طارق حسن

2024-05-08, 15:00
هل من نقطة رجوع ؟ ... للكاتب  .. طارق حسن ___11

                                                     هل من نقطة رجوع ؟

يعيش كلا منا حياته بالشكل الذى يظنه من وجهة نظره صحيحا وتمضى به الحياة سريعا وهو على يقين انه يسير فى الاتجاه الصحيح .. حتى تأتى اللحظه التى يصطدم فيها بصخرة الحقيقه فتتفتت كل نظرياته ويسقط يقينه صريعا ويبحث فى ذاته عن ذلك الايمان القوى بنفسه وبقدراته فلا يجد الا سراب يحيط به .. وينظر الى كفيه فيجدها خاويه مما ظن بالامس انه يمتلكه .
فنحن لسنا مطالبين بحمل قضية ( الاله ) واعتراف البشر بوجوده فى الكون .. لاننا ببساطه من صنعه ولسنا ممن ارسلهم مبشرين ومنذرين ورسل وانبياء ، ولكننا مطالبين فقط بالاعتراف بوحدانيته والاستسلام لقدرته وقدره فقط .
ولكننا حملنا الروح فوق طاقتها .. وطالبنا انفسنا بتحقيق اوهام .. وظننا اننا مخلدون فى كون مكتوب عليه الفناء ونسينا تماما الحياة الابديه التى سننتقل اليها ونخلد فيها .. فكأننا اردنا الاستيطان فى منزل غريب عنا .
زين لنا ابليس وعبيده اننا نحيا بالشكل الصحيح وان طريقنا الذى نسير فيه هو الصواب واننا بذلك نكون حققنا الهدف الذى صنعنا من اجله ( الله ) حتى نصطدم بالحقيقه وهى جسد واهن ، نفس محمله بالذنوب والاضغان ، ايادى فارغه مرتعشه ، عيون تملأها الحسره ونظرات الانكسار والهزيمه ، روح مثقله بثقوب وجروح وندوب من معارك وصراعات ما كانت لنا وما كنا لها ..
مفهوم الحياة عندنا فرضه علينا اخرين فجعلنا منه دستور لحياتنا فتقوقعنا فى مليمترات من كون الله الشاسع ، متجاهلين ما حولنا من ايات كونيه تنادينا بل تصرخ فينا لنلتفت اليها ونصحح من مسارنا ليستقيم امرنا فى الحياة .
تنازعنا فيما بيننا على قضية الاديان وكلا منا يرى فى نفسه الصواب .... تصارعنا على عرقيات وقوميات وكلا منا يرى الغلبة له .. اهدرنا سنوات فى صراعات لتولى مناصب او وظائف او ما توهمنا انها احلام حتى ناءت اكتافنا عن حمل ما عليها من ذنوب واثام ودماء ستطاردنا حتى داخل قبورنا .
عندما يصل بك قطار العمر وانت فى الستين او السبعين وتتلفت
حولك فلن تجد من كنت تعدهم اصدقاء واصحاب وزملاء .. لن تجد من كنت تعتبرهم اقارب وترتبطون بصلات دم
لن تجد المتملقين والمرائين الذين كانوا يسبحون باسمك فى وجودك .. حتى فلذات اكبادك ستشغلهم عنك حياتهم واوهامها التى خططت لها ان تكون على نهج حياتك .
وقتها ستدرك حقيقة كلماتى .. وستدرك انك كنت ظل لمخلوق عظيم اسمه ( الانسان ) لكنه اخطأ طريقه فضل .
عليك من الان ان تقوم بقياس المسافه بينك وبين قبرك ثم انثر فيها بذور الخير لعلها تترك عنك اثرا طيبا فى الكون .
اما الذين فى غمرة وهمهم بالحياة دون الستين والخمسين فعليكم ايجاد انفسكم الحقيقيه وترويضها قبل ان تجمح بكم فى وديان السراب حيث لن تجدوا فيها الا شجيرات الحسرة والندم .
فهل حقا هناك نقطة رجوع ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى