جرى تداول صورة على منصات التواصل الاجتماعي السودانيه تدعي أن “القوات الجوية المصرية” شاركت في الضربات الأخيرة ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان . تم استخدام هذه الصورة كدليل على تدخل الطيران المصري لدعم الجيش السوداني في جهوده لاستعادة السيطرة على العاصمة ، التي تأثرت بشدة منذ بداية النزاع في 15 أبريل 2023.
تداولت حسابات معروفة بترويجها لمحتوى داعم لقوات الدعم السريع هذه الصورة ، لكن عند التحقق من صحتها ، تبين أنها تعود إلى حدث سابق وليس له علاقة بالأحداث الراهنة
مضلل
الصورة في الأصل ملتقطة خلال تدريبات مشتركة بين القوات الجوية المصرية والسودانية ، والتي عُرفت باسم “نسور النيل 1“، والتي أقيمت في قاعدة مروي السودانية في نوفمبر 2020 . وقد تم نشر هذه اللقطة في مقطع فيديو من قبل المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري.
في الصورة، يظهر ضابطان سودانيان يرتديان الكمامات بجانب ضابط مصري ، وهو ما يعكس الإجراءات الاحترازية المتبعة خلال فترة انتشار فيروس كورونا . هذه التفاصيل تشير إلى أن الصورة تم استخدامها بشكل مضلل ، حيث تم استغلالها لترويج معلومات غير دقيقة حول الوضع العسكري الحالي في السودان .
نُشرت الصورة في سياقات متعددة خلال فترة الحرب ، لكنها شهدت تزايدًا في الاهتمام مؤخرًا ، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها قائد قوات الدعم السريع ، محمد حمدان دقلو ، المعروف باسم حميدتي . حيث اتهم حميدتي مصر بشن غارات على قواته في منطقة جبل موية بولاية سنار الواقعة في جنوب شرق السودان .
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا نفت فيه أي تورط للطيران المصري في النزاعات المستمرة في السودان . يأتي هذا النفي في وقت حساس ، حيث تتصاعد التوترات بين الأطراف المعنية في الصراع ، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة .
تستمر الأوضاع في السودان بالتدهور ، مما يثير القلق على المستوى الإقليمي والدولي . تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تطور الأحداث في الأيام المقبلة ، وما إذا كانت التصريحات المتبادلة ستؤدي إلى تصعيد أكبر في النزاع أو إلى جهود دبلوماسية للتهدئة .